أربع رصاصات لم تشفع للطفل ملش من الجر والضرب والتكبيل على سرير المستشفى

رام الله 12 أيلول 2015 – الطفل عنان ملش (15 عاما) من مخيم عايدة ببيت لحم، لم يشفع له سنه ولا إصابته بعدة رصاصات، من تنكيل قوات الاحتلال به خلال اعتقاله، والتحقيق معه وهو مكبل اليدين على سرير المستشفى، بتهمة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة.

واعتقل الطفل ملش في الثاني من الشهر الجاري، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار نحوه، فأصابوه بأربع رصاصات حية في كلتا رجليه، قرب مسجد بلال بن رباح شمال بيت لحم.

وقال ملش، الطالب في الصف العاشر، في إفادته لمحامي الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، الذي زاره في المستشفى، إنه تعرض لإطلاق النار في حوالي الساعة السادسة والنصف مساء، أثناء تواجده بالقرب من مسجد بلال بن رباح، مبينا أنه أصيب بثلاث رصاصات في رجله اليسرى، وبرصاصة رابعة في رجله اليمنى.

وتابع أن جنود الاحتلال أمسكوا به عقب إصابته، ووجهوا له الشتائم والمسبات، ومن ثم سحبوه إلى البوابة قرب مسجد بلال بن رباح.

وقال الطفل ملش: “كانت رجلي اليسرى تنزف بكثرة وكانت تؤلمني، لم أستطع حتى الوقوف، مشيت لمنتصف الطريق وكان أحد الجنود يمسك بي، وعندما لم أستطع إكمال الطريق قام الجندي بسحبي من يدي اليمنى وكان معظم جسدي على الأرض”.

وتابع: “قبل وصول سيارة الإسعاف قام أحد الجنود بشتمي وهو يضرب رأسي بقدميه، وكنت ملقى على الأرض، وكان يسألني من كان معي ومن ثم بصق في وجهي”.

نقل الطفل ملش إلى مستشفى “هداسا عين كارم “بالقدس، وهناك أجريت له عملية جراحية مستعجلة في رجله اليسرى التي تبين أيضا وجود كسر فيها، كما تم معالجة جروحه الأخرى.

ويقول الطفل إن جنود الاحتلال كبلوا يديه بقيود حديدية إلى الأمام فور خروجه من العملية الجراحية، ولم يُسمح بفك تلك القيود، حتى خلال تناوله الطعام.

خضع الطفل ملش للتحقيق وهو على سرير المستشفى، من قبل محقق قال إنه من الشرطة الإسرائيلية، وقد تمحور التحقيق حول علاقته بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وحيازة عبوة ناسفة، وفق إفادة الطفل.

وقال ملش إن التحقيق استمر معه لحوالي نصف ساعة، نفى خلالها كافة التهم الموجهة إليه، مشيرا إلى أن المحقق لم يعرف على نفسه أو يتلو عليه حقوقه مثل الحق بالتزام الصمت أو وجود أحد من الوالدين أو استشارة محام، إضافة إلى أنه وقع على إفادة باللغة العبرية دون أن يفهم فحواها.

والدا الطفل ملش تمكنا من زيارته مرة واحدة خلال تواجده في مستشفى “هداسا عين كارم”، وعندما علم جنود الاحتلال بوجودهما قاموا بطردهما بحجة أنه معتقل ولا يسمح بزيارته.

نقل الطفل ملش في الثامن من الشهر الجاري، على كرسي متحرك، إلى محكمة “عوفر” العسكرية، حيث جرى تأجيل محاكمته إلى العاشر من الشهر ذاته، التي تأجلت هي أيضا إلى الخميس المقبل الموافق السابع عشر من الشهر الجاري، ومن ثم جرى تحويله إلى مستشفى سجن الرملة.

وقال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش، إنه من الواضح أن العنف الجسدي في التعامل مع الأطفال خلال عملية الاعتقال هو سياسة متبعة من قبل الجنود الإسرائيليين، فخلال النصف الأول من عام 2015 تعرض 86% من الأطفال المعتقلين للعنف الجسدي خلال عمليات الاعتقال والنقل والتحقيق.

وأضاف أبو قطيش أن هذا السلوك يتعزز من خلال غياب المساءلة للجنود الإسرائيليين عن هذه الممارسات.

وتشير إحصائيات إدارة السجون الإسرائيلية، إلى أن عدد الأطفال الفلسطينيين المعتقلين بلغ حتى نهاية شهر تموز الماضي، 153 طفلا، موزعين على سجون: “هشارون”، و”عوفر”، و”المسكوبية”، و”مجدو”، من ضمنهم 19 طفلا تحت سن 16 عاما.

قد يعجبك أيضاً

“الخامس من نيسان”… ليكن يوم الطفل الفلسطيني يوما عالميا للتضامن مع أطفال فلسطين

رصاص الاحتلال يُصيب الطفلين سويدان وشراب بالشلل

أطفال يجلسون داخل مركبة محملة بأشياء مؤمنة بحبل بينما يفر الناس من رفح في جنوب قطاع غزة في 13 شباط/ فبراير 2024 تصوير محمد عابد/ وكالة فرانس برس

الاحتلال ما زال يعتبر الأطفال هدفا رئيسا في حربه على الشعب الفلسطيني

ابراهيم حشاش

طوال ثلاث دقائق…كلب للاحتلال ينهش جسد ابن ثلاث سنوات في مخيم بلاطة