الطفل العامودي ضحية جديدة للرصاص “الإسفنجي”

رام الله 27 أيار 2015 – الطفل يحيى العامودي ابن العشرة أعوام، هو ثالث طفل يفقد عينه خلال سبعة أشهر، بسبب الرصاص “الإسفنجي” الذي تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي في القدس ضد المدنيين العزل.

وقال والد الطفل العامودي، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، إن ابنه خرج بعد ظهر يوم الحادي والعشرين من شهر أيار الجاري لإحضار شقيقته أمل (5 أعوام) من الروضة وإعادتها للمنزل، ومن ثم توقف ليستطلع الأمر بعد أن رأى تجمعا لفتية في الشارع على مسافة تقدر بـ 100 متر من منزلهم الكائن في مخيم شعفاط بالقدس، وفجأة أصيب برصاصة “إسفنجية” في وجهه.

وأضاف الوالد أن أحد جنود الاحتلال المتمركزين في الطابق الثالث في عمارة قيد الإنشاء تقع مقابل حاجز مخيم شعفاط، أطلق رصاصة “إسفنجية” سوداء اللون على القسم العلوي من جسد طفله أثناء وجوده على الرصيف المقابل للعمارة، من مسافة تقدر بـ35 مترا، فأصابته بشكل مباشر في عينه اليسرى ليسقط أرضا مضرجا بدمائه، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك مواجهات في المنطقة وقتها.

وأوضح أن طفله فقد عينه اليسرى جراء الإصابة وقد وضع له الأطباء بدلا منها عينا زجاجية، إضافة إلى إصابته بكسور بالغة في عظام الجمجمة والفكين، حيث جرى تركيب بلاتين في وجهه.

والعامودي الذي ما زال يعالج في مستشفى “هداسا عين كارم” بالقدس أجريت له حتى الآن ثلاث عمليات جراحية، ولن يستطيع تناول الطعام بشكل طبيعي قبل 6-12 أسبوعا، كما أنه يتحدث بصعوبة بالغة، وفق ما أفاد به والده.

ويذكر أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال وثقت حالتي طفلين مقدسيين فقدا عينيهما جراء استخدام هذا النوع من الرصاص، هما زكريا جولاني (13 عاما) من مخيم شعفاط، الذي فقد عينه اليسرى جراء إصابته برصاصة “إسفنجية” سوداء في الحادي والثلاثين من شهر آذار الماضي بالقرب من المكان الذي أصيب فيه العامودي، وصالح محمود (12 عاما) من العيسوية الذي فقد عينه اليمنى وتضررت عينه اليسرى بنسبة كبيرة، إثر إصابته برصاصة “إسفنجية” في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام 2014.

كما استشهد الطفل المقدسي محمد سنقرط (16 عاما) في السابع من أيلول عام 2014 متأثرا بجروحه التي أصيب بها في 31/8/2014، جراء إصابته برصاصة “إسفنجية” سوداء في الجهة اليمنى من رأسه، سببت له كسرا في الجمجمة ونزيفا دماغيا، حسب ما ذكرته تقارير إعلامية.

وتعتبر الرصاصة “الإسفنجية” السوداء، حسب تحقيق أجرته صحيفة “هآرتس” العبرية، أثقل وأخطر مقارنة بالرصاصة الزرقاء التي كان يستخدمها الجيش الإسرائيلي في السابق.

وبين التحقيق أن شرطة الاحتلال في القدس بدأت في السنة الأخيرة باستخدام الرصاص “الإسفنجي” الأسود الذي يحمل الرقم “4557”، وأن إجراءات استخدام هذا النوع من الرصاص والتعليمات بشأن استخدامها، وضعها جيش الاحتلال بعد شهور من بدء استخدامها.

كما بينت نشرة أصدرتها جمعية “حقوق المواطن” بإسرائيل، حول هذا النوع من الرصاص، أن الإجراء المتعلق باستخدام الرصاص الإسفنجي الأسود (قواعد الاشتباك) سرى مفعوله لدى الشرطة الإسرائيلية منذ 1/1/2015، حيث لم يكن ساريا خلال الفترة الواقعة بين 7/2014 حتى 12/2014.

وأوضحت أن البعد الأدنى المتاح لاستخدام الرصاص الأزرق (من نوع 632) هو 5 أمتار، بينما البعد الأدنى لاستخدام الرصاص الأسود (من نوع 4557) هو 10 أمتار.

وأضافت النشرة أن هذا النوع من الرصاص يمنع استخدامه في حالات عديدة، منها: صوب كبار السن، والأولاد، والنساء الحوامل، في حين يسمح استخدامه صوب متظاهر واحد فقط وبعد أن يتم التأكد من هويته بواسطة الشرطي حامل السلاح، ويجب توجيه السلاح نحو القسم الأسفل من الجسد وما إلى ذلك.

وأشارت جمعية “حقوق المواطن” إلى أن الإفادات التي جمعتها تؤكد، بالحد الأدنى، عدم اتباع “القوات الميدانية” لهذه التعليمات.

قد يعجبك أيضاً

“الخامس من نيسان”… ليكن يوم الطفل الفلسطيني يوما عالميا للتضامن مع أطفال فلسطين

رصاص الاحتلال يُصيب الطفلين سويدان وشراب بالشلل

أطفال يجلسون داخل مركبة محملة بأشياء مؤمنة بحبل بينما يفر الناس من رفح في جنوب قطاع غزة في 13 شباط/ فبراير 2024 تصوير محمد عابد/ وكالة فرانس برس

الاحتلال ما زال يعتبر الأطفال هدفا رئيسا في حربه على الشعب الفلسطيني

ابراهيم حشاش

طوال ثلاث دقائق…كلب للاحتلال ينهش جسد ابن ثلاث سنوات في مخيم بلاطة